دليل شامل عن عاصمة لبنان: بيروت
يقدّم هذا المقال دليلاً شاملاً للتعرّف على بيروت عاصمة لبنان، من خلال استعراض أبرز معالمها السياحية، ونبذة عن تاريخها العريق، وطابعها الثقافي والحضاري.
بيروت واحدة من أكثر العواصم العربية تفرّدًا، فهي مدينة تنبض بالحياة وتجمع بين التاريخ العميق والحداثة المتسارعة في مشهد واحد، تمتد على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتُدهش زوّارها بتنوّع ثقافاتها، وأسواقها النابضة، وشوارعها التي تحمل آثار حضارات مرّت عبر آلاف السنين في هذا الدليل الشامل، نأخذك في جولة لاكتشاف بيروت من منظور مختلف، لتتعرّف على أهم معالمها، وأجوائها المميّزة، ولماذا تُعد واحدة من أبرز الوجهات في المنطقة
بيروت عاصمة لبنان
بيروت، هي العاصمة السياسيّة للجمهوريّة اللبنانيّة ومن أكبر المُدن فيها يتعدّى سكّانها المليونيّ نسمة بحسب إحصائيّات 2007، تقع وسط الخط الساحلي اللبناني شرقيّ البحر الأبيض المُتوسط، عند سفوح جبال لبنان على قمتين هُما الأشرفية والمصيطبة وتمتدان باتجاه البخر وتُشكّلات شبه جزيرة مُثلثة الشكل، تحدّها من الشمال والشرق سوريا ومن الجنوب فلسطين والجزء الغربي منها مُطل على البحر الأبيض المُتوسط، كما أنّها تُعد من أكثر مُدن لبنان تنوعًا في الديانات والمذاهب وتضم طوائف رئيسيّة عدّة وهي السنّة، الشيعة، الدروز والموارنة والروم الأرذوكس بالإضافة إلى أقليّة يهوديّة وأقلية مسيحيّة من الأرمن والروم والكاثوليك والبروتستانت.
جغرافيّة مدينة بيروت
تبلغ مساحة بيروت 18 كم مربع، بينما تبلغ مساحة المنطقة الحضريّة نحو 67 كم مربع وتتخذ المدينة شكل مثلث يقع على تلتيّ الأشرفيّة والمصيطبة، ويحتوي ساحل المدينة على شواطئ صخريّة ورمليّة كما تضمّ المدينة اثني عشر حيًا وهي؛ حي الأشرفيّة، الرميل ودار المريسة والمرفأ، المزرعة، المدور، ميناء الحصن، ورأس بيروت وزقاق البلاط والصيفي والمصطيبة والباشورة.
المناخ في مدينة بيروت
يسود مُناخ مدينة بيروت المناخ المتوسطي الذي يتمثّل بفصول صيف حارّة وجافّة، وفصليّ ربيع وخريف مُعتدلين، إذ يُعتبر شهر أغسطس أكثر شهور السنة الحارّة حيث يُمكن أن يصل مُعدل الحرارة إلى 29 درجة مئويّة (84) فهرنهايت ويُعتبر شهرا كانون الثاني وشباط أكثرها برودةً حيث يصل مُعدل درجات الحرارة في هذين الشهرين إلى 10 درجات مئويّة (50 فهرنهايت)، وتكون الرياح غربيّة خلال فترة ما بعد الظهيرة والمساء أي أنّها تهب من البحر إلى اليابسة أمّا في ساعات الليل فتصبح الرياح شرقيّة أي أنّها تهب من اليابسة نحو البحر، ويبلغ معدل الأمطار السنويّة 860 مليمتر والتي يتساقط مُعظمها خلال أشهر الشتاء والقليل منها يتساقط في فصل الخريف والربيع وتتساقط مُعظم الأمطار خلال عدد محدود من الأيّام بشكلٍ كثيف في العادة، أمّا الثلوج فيندر أن يتساقط في بيروت وفي حال تساقط فإنّه لا يتراكم.
تاريخ مدينة بيروت
"بيروت" هي كلمة كنعانيّة تعني الآبار وذكرت المدينة في السجلات المصرية في الألفية الثانية قبل الميلاد لكنّها لم تكتسب شهرة كبيرة إلّا عندما أصبحت مُستعمرة رومانيّة في عام 14 قبل الميلاد وتعود بدايات الإستيطان البشري في المنطقة إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث أنّه تمَّ اكتشاف آثار تعود للعصور الحجريّة والبرونزيّة، ويُذكر أنَّ المدينة تحظى بتاريخ قديم فقد تمَّ ذكرها لأول مرّة في التاريخ في القرن الرابع عشر في ألواح رسائل العمارنة كما تمَّ ذكرها في ثلاث رسائل وصلت إلى فرعون مصر ويُشار إلى أنَّ المدينة قد تدمرت بالكامل في عام 140 قبل الميلاد من ثُمَّ أُعيد بناءؤها في العصر الهلنستي وسُميت آنذاك لاودكية.
بعد ذلك أصبحت بيروت مركزًا تجاريًا رئيسيًا لسوريا أثناء حكم السلطان العثماني سليم الأول وفي منتصف القرن التاسع عشر قامت علاقات سياسيّة وتجاريّة بين بيروت وبعض القُرى الأوروبيّة كما أصبحت المدينة مركزًا وميناء رئيسي لتصدير الحرير إلى فرنسا وفي عام 1888 اتُخذت بيروت عاصمة لولاية سوريا وأصبحت مدينة عالمية وبعد انتهاء الحرب العالميذة وحصول لبنان على استقلالها عام 1943 م أتُخذت بيروت عاصمة لها.
اقتصاد مدينة بيروت
تتمتّع بيروت بحريّة اقتصاديّة فهي تمتلك سوقًا اقتصاديًا حرًا ومنافسًا وتشيع فيها الملكيات الخاصّة حيث تتشابه قوانين الأراضي فيها مع تلك القوانين المُتبعة في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكيّة بينما تمتلك حكومتها مُعظم الخدمات العامّة، ويتركّز الإقتصاد اللبنانيّ على البُنية الخدمية، إذ تزهر فيه قطاعات السياحة والخدمات المصرفية، إذ صُنفت بكونها سادس أفضل مدينة في العالم في عام 2006 حسب مجلة السفر والترفيه ووصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عام 2006 في لبنان إلى 6681 دولارًا ممّا جعل لبنان في المركز التسعين من بين 181 دولة مُصنفة حسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
فضلاً عن ذلك حظيت وسائل النقل في بيروت بمستوى عالٍ من الجودة فالمدينة تضم سيارات الأجرة الخصوصيّة والعموميّة والحافلات المملوكة للقطاع العام ايضًا بالإضافة إلى وجود شبكة طُرق تربط ما بين بيروت وعدّة مُدن لبنانيّة وسوريّة عبر الحافلات العموميّة.
أبرز الأماكن السياحيّة في لبنان
- منطقة بعلبك: منطقة بعلبك هي من أهمّ وأشهر المناطق الأثرية في لبنان حيث أنّها توجد في الشمال من منطقة سهل البقاع وتبعد عن العاصمة بيروت باتجاه الشمال الشرقيّ قُرابة 83 كيلومترًا وتعود آثارها إلى العصر الروماني والعصر الأمويّ حيث توجد بها المعابد الرومانيّة ومنازل بُنيت في عهد الدولة العُثمانيّة.
- غابات الأرز: غابات الأرز هي عبارة عن غابات مليئة بأشجار الأرز التي تُعتبر رمز وشعار العلم اللبناني، حيث أنَّ هذه الأشجارة المُعمرة يصل عمرها إلى قرابة 3000 عام تقريبًا وتتميّز بأهميّتها الدينيّة والتاريخيّة كما أنّها مُدرجة ضمن قائمة التُراث العالميّ وهي الآن محمية طبيعييّة.
- الجبل اللبناني: الجبل اللبناني هو عبارة عن ممر للسير عليه لمسافاتٍ بعيدة بين أكثر من 70 قرية يبدأ من منطقة القبيات في الشمال انتهاءً بمنطقة المرج عيون في الجنوب وهذا الممر يُحبّذه هواة المشي والإستمتاع بالطبيعة الجميلة والخلّابة.
- فاريا: فاريا هي قرية لبنانيّة تقع في جبل لبنان ضمن قضاء كسروان يقصدها السيّاح للتزلّج على الجليد والإستمتاع بمناظرها الخلّابة.
- جعيتا: جعيتا هي عبارة عن مغارة عجيبة تقع في وادي نهر الكلب شمال بيروت ب مسافة (20) كيلومترًا، كما يُطلق عليها لقب "جوهرة السياحة اللبنانيّة" وتحتوي هذه المغارة على تجاويف وهياكل كوّنتها الطبيعة طول نفقها يصل إلى حوالي 120 مترًا، تمَّ اكتشافها عام 1958 وتُقام فيها العديد من الفعاليّات الفنية والحفلات.