يشتهر تمثال أبو الهول بكونه رمزًا يثير الدهشة والأسئلة في آنٍ واحد، فهذا الصرح الحجريّ الضخم، المنحوت بإتقان على هيئة أسدٍ برأس إنسان، لا يزال يُلهم الباحثين والزائرين بقصصه الغامضة وتاريخه العريق وفي هذا الدليل الشامل، نأخذك في جولة تتعرّف فيها على أسرار أبو الهول، وظروف بنائه، والدلالات التي يحملها، إلى جانب أهم المعلومات التي ستساعدك على استكشاف هذا المعلم الأسطوريّ الذي يحرس هضبة الجيزة منذ آلاف السنين.

تمثال أبو الهول

أبو الهول هو تمثال حجري ضخم منحوت من الحجر الجيري، يُجسّد رأس انسان على هيئة أسد ويُعتبر أقدم نحت ضخم معروف في مصر وواحدًا من أشهر التماثيل في العالم، إذ يتّجه التمثال مُباشرةً من الغرب إلى الشرق ويقع على هضبة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل في الجيزة، كما ويُعتقد بأنَّ ملامح وجه التمثال تعود إلى الفرعون خفرع، حيث يبلغ طوله نحو 73 مترًا من المخلب إلى الذيل وارتفاعه 20 مترًا من القاعدة إلى أعلى الرأس وعرضه 19 مترًا عند أقدامه الخلفيّة، وتمَّ نحته بشكلٍ كامل من الحجر الجيريّ باستخدام المطارق الحجريّة والأزاميل النحاسيّة إذ استغرقت عملية نحته حوالي 3 سنوات بواسطة 100 عامل تقريبًا وفقًا لبعض التقديرات والأدلة التاريخيّة ويقع في مدينة الجيرزة في مصر بالقرب من أهرامات الجيزة التي تُعد رمزًا من رموز الحضارة المصرية القديمة.

تسمية أبو الهول

اختلف المؤرخون حول تسمية أبو الهول بهذا الإسم فالإسم الأصلي الذي أطلقه قدماء المصريين على أبو الهول في عصر المملكة القديمة غير معروف إذ لم يكتمل بناء معبد أبو الهول والمُحيط الخاص به الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات والغموض حول سياقه الثقافي، أمّا الإسم الذي يُعرف في الوقت الحالي هو "أبو الهول" فقد ظهر في العصور الكلاسيكيّة القديمة أي بعد حوالي 2000 عام من تاريخ بنائه المُرجّح وهذا الإسم يُشير إلى مخلوق أسطوريّ في الأساطير اليونانيّة له رأس امرأة أو صقر أو قطة أو خروف وجسم أسد من أجنحة نسر إلّا أنّه وبالرغم من ذلك يختلف أبو الهول المصري عن هذا النموذج إذ يتميّز برأس إنسان وجسم أسد دون أجنحة.

قصّة بناء أبو الهول

يُرجَّح أن المصريين القدماء قاموا ببناء تمثال أبو الهول ليكون بمثابة حارس للمقابر والمعابد والأهرامات المصريّة القديمة الخاصّة بهم، خلال فترة حكم الأسرة الرابعة في مصر القديمة وتحديدًا في عهد الملك خفرع صاحب ثاني أكبر أهرام الجيزة في الفترة ما بين 2575-2465 قبل الميلاد تقريبًا وفقًا لتقديرات مُعظم علماء الآثار، فكان الهدف من بناءها الحفاظ على الإمدادات التي سيحتاجها في العالم الآخر من اللصوص وكان يُعتقد أيضًا أنَّ بناءه مُدبب في أعلى الهرم ليكون نقطة انطلاق لروح الملك للصعود إلى السماء والإنضام إلى إله الشمس لكن في القرن التاسع عشر انفجرت فتحة من الجانب الشمالي من الهرم الأكبر وأصبحت المدخل للهرم حديثًا فيدخل الزوّار من ممر الهيكل الذي يؤدي إلى الغريت غاليري وهو عبارة عن ممر واسع يبلغ ارتفاعه 8.53 متر ليصلوا إلى غرفة الملك التي تصطف جدرانها من الجرانيبت الأحمر الصلب ليُشاهدوا تابوت الملك الذي تمَّ كسره بواسطة اللصوص.

معلومات عامّة عن تمثال أبو الهول

• يقع تمثال أبو الهول على بُعد عشرة كيلومترات غرب مدينة القاهرة وعلى الضفّة الغربيّة لنهر النيل.
• يقع تمثال أبو الهول في جزء من مقبرة ممفيس القديمة التي كانت تُعتبر مقرّ السلطة الفرعونيّة وعلى بّعد مسافة قصير من الأهرامات الكبيرة.
• يُعتقد بأنَّ رأس أبو الهول كان في الأصل بلون أحمر غامق ولكنّه تأثر بعمليّة التآكل على مدى السنين ممّا سبب اختفاء اللون.
• يحتوي المعبد الصغير الذي يقع بين أقدام تمثال أبو الهول على عشرات اللوحات المحفورة والتي تمَّ وضعها من قبل الفراعنة تكريمًا لإله الشمس.
• يتميّز تمثال أبو الهول بحقيقة عجيبة وهي أنَّ الرأس الخاص للجسم لا يتناسب مع جسده ويُعتقد بأنَّه تمَّ نحت رأسه عدّة مرّات من قِبل الفراعنة اللاحقين كما يُعتقد بأنَّ رأس هذا التمثال كان في الأصل رأس صقر أو كبش وبعد ذلك تمَّ تحويله ونحته على شكل رأس بشريّ في وقتٍ لاحق.
• يقع تمثال أبو الهول إلى جانب هرم خوفو الذي يُعد إحدى عجائب الدنيا السبع والأكبر بين أهرامات الجيزة الثلاثة الأخرى.