ما هو الموقع الجُغرافي؟
يتناول هذا المقال مفهوم الموقع الجغرافي بطريقة مبسّطة وواضحة، ويشرح أهميته في حياتنا اليومية
الموقع الجغرافي هو أحد المفاهيم الأساسية في الجغرافيا، فهو النقطة التي يبدأ منها فهم طبيعة أي مكان على سطح الأرض، فمن خلاله نعرف أين يقع المكان، وما يميّزه، وكيف يؤثر موقعه في مناخه ونشاط سكانه وخصائصه الطبيعية،ومع أنه مفهوم بسيط ظاهريًا، إلّا أنّ له دورًا كبيرًا في تفسير اختلاف البيئات وتنوّعها حول العالم في هذا المقال نستعرض هذا المفهوم بدقة، ونوضّح أهميته وأبرز أنواعه بطريقة سهلة وواضحة.
تعريف الموقع الجُغرافي
الموقع الفلكي، الموقع الثابت، الموقع المُطلق جميعها مُصطلحات تُطلق على الموقع الجُغرافي وهو المكان أو الموقع الذي يُستخدم للتعريف عن نقطة ما على سطح الأرض أو أي مكان آخر بالنسبة للدول والمُسطحات المائيّة المُجاورة لهذا المكان ويُمكن تحديدها بواسطة خطوط الطول التي يبلغ عددها 360 درجة يفصلها خط غرينتش إلى 180 درجة غربًا ودوائر العرض التي يبلغ عددها 180 درجة قسمتها دائرة الإستواء إلى 90 درجة شمالاً و 90 درجة جنوبًا.
كيف يتم وصف الموقع الجُغرافي؟
1- الموقع النسبي
يُحدد الموقع النسبي الموقع الجغرافي المُراد معرفته بالنسبة إلى أماكن معروفة بالقرب منه وهذه الأماكن قد تكون أنهار، جبال أو مُدن أو طرق أو غيرها من المعالم الشهيرة وهذا الأمر يعني أنه قد يكون هنالك أكثر من موقع نسبي لمكان جغرافي واحد فهو ليس ثابتًا، إذ يُستخدم الموقع الجغرافي النسبة في تحديد المواقع الجُغرافيّة المختلفة على سطح الأرض وذلك بالرجوع إلى نقطة معينة قريبة من الموقع الجغرافي المراد وصفه وهذه الطريقة غير ثابته على عكس الموقع المطلق وهذا الأمر يُعطيها المرونة بما يُناسب الشخص الذي يُعطي عملية الوصف والشخص المُتلقي لهذا تُستخدم هذه الطريقة كثيرًا في التعاملات اليوميّة أو الحياتيّة بين الأفراد لبساطته.
2- الموقع المُطلق
يوصف الموقع الجغرافي باستخدام الموقع المطلق بواسطة تحديد نقاط مرجعيّة ثابتة له على سطح الأرض وهذه النقاط الثابتة هي خطوط الطول ودوائر العرض التي يجب تحديد إحداثياتها للوصف المطلق لأي موقع جغرافي وهذه الطريقة تُعتبر دقيقة للغاية ولا يُمكن أن تتغير للموقع الواحد كما في الموقع النسبي، كما أنّه يُستخدم في تحديد أي موقع بصورة دقيقة للغاية وذلك بالإستعانة بإحداثيات خطوط الطول ودوائر العرض ومن الأمثلة عليها نظام تحديد المواقع العالمي وخرائط جوجل التي تُساعد على وصف موقع أي مدينة أو شارع أو معلم بالدقة الكاملة دون طلب أي توجيهات من الآخرين.
خطوط الطول ودوائر العرض
تُعرف خطوط الطول ودوائر العرض على أنّها خطوط خياليّة (غير حقيقيّة) مرسومة على الخرائط من أجل تحديد المواقع والأماكن بسهولة على الأرض، إذ يُعرف خط العرض بأنّه المسافة من شمال إلى جنوب خط الإستواء بأنّه دائرة وهمية حول الأرضي في منتصف الطريق بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي، أمّا خط الطول فهو المسافة من الشرق إلى الغرب من خط الطول الرئيسيّ وهو خط وهمي يمتد من الشمال إلى الجنوب من خط غرينتش إنجلترا ويُقاس كلاهما من حيث 360 درجة من الدائرة.
ما المقصود بخطوط الطول؟
تُعرف خطوط الطول بأنّه قياس الموقع شرقًا أو غربًا من خط الزوال الرئيسي في غرينتش وهو الخط الوهمي الشمالي الجنوبي المُخصص تحديدًا والذي يمر عبر القطبين وغرينتش في لندن ويُقاس بالدرجات والدقائق والثواني ويُعتبر خط الطول بأنّه مقدار القوس الناتج عن رسم أول خط من مركز الأرض إلى تقاطع خط الإستواء والخط الأول ثم خط آخر من مركز الأرض إلى أي نقطة في مكانٍ آخر من خط الإستواء ويتم قياس خط الطول 180 درجة شرقًا وغربًا من خط الطول الرئيسيّ.
ما المقصود بدوائر العرض؟
تُعرف دوائر العرض بأنّها قياس على الكرة الأرضيّة أو خريطة للموقع شمال أو جنوب خط الإستواء ون الناحية الفنية تتواجد العديد من الأنواع من دوائر العرض ومنها مركزيّة الأرض والفلكية والجغرافية ولكن لا يوجد إلا بضعة اختلافات طفيفة بينها وفي معظم المراجع الشائعة يتم تضمين خط العرض المركزي للأرض وبالنظر للدرجات والدقائق والثواني فإنَّ خط العرض المركزي للأرض هو القوس الذي يُقابله زاوية من مركز الأرض ويتم قياسه في مستوى الشمال والجنوب باتجاه القطب من خط الاستواء وتُعتبر دوائر العرض المُمكنة هي 90 درجة شمالًا و 90 درجة جنوبًا.
كيف يتم تحديد الموقع الجغرافي؟
إنَّ تحديد الموقع الجُغرافي لأيّ نقطة على سطح الكرة الأرضيّة يتم من خلال تتبّع نقاط التقاطع بين كلٍّ من خطوط الطول وخطوط العرض، فيتم تحديد منطقة بعينها دون أخرى وحتى يكون التحديد دقيقًا، قام علماء المسافة بتقسيم المسافة التي تفصل كلّ خط طول عن الآخر بأجزاء عددها ستين جزءًا ليأخذ كل جزء اسم درجة وهذه الدرجة تمَّ تقسيمها أيضًا إلى 60 دقيقة وتعني هذه الدقيقة بأنّها جزء واحد من ستين وأيضًا قسّمت الدقيقة إلى 60 ثانية وتعني هذه الثانية جزءًا واحدًا من ستين وبذلك يتم التحديد الدقيق لأي نقطة أو بقعة يُراد رصد إحداثيّاتها على سطح الأرض.
والجدير بالذكر أنَّ المسافة بين كل خط طول وآخر تختلف من مكان لآخر تبعًا لتوسّع الدائرة عند منتصف خط الإستواء وتضيق كلّنا اتجهنا صوب القطبين الشمالي أو الجنوبي حيث تلتقي جميع خطوط الطول مع بعضها البعض أمّا المسافة بين دوائر العرض فهي واحدة لا تتغيّر لأنّها مُقسمة بشكلٍ مُتوازٍ ولا تلتقي فيما بينها إلّا أنَّ مسافة دوائر العرض تصغر كلّما ابتعدنا عن خط الإستواء مُتجهين نحو القطبين لتتلاشى عندهما.