مدينة البتراء الأثريّة
يستعرض المقال أهم المعلومات السياحية والتاريخية عن مدينة البتراء الأثرية، أبرز معالمها، ونصائح للزيارة.
مدينة البتراء، الملقبة بالمدينة الوردية، تعتبر أحد أعظم المعالم الأثرية في الأردن والعالم، يتميز هذا الموقع التاريخي بمنحوتاته الصخرية الرائعة وآثاره التي تحكي قصة حضارة الأنباط، ويجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف كنوزه المخفية وتجربة رحلة فريدة بين صخور الصحراء وشواهد التاريخ.
البتراء
البتراء هي مدينة أثريّة وتاريخيّة تقع في مُحافظة معان في مدينة تُسمى "وادي موسى" في جنوب المملكة الأردنيّة الهاشميّة، تبعد عن العاصمة الأردنيّة عمّان حوالي 240 كم و 120 كم شمال مدينة العقبة المُطلّة على البحر الأحمر، تمتد إحداثيّاتها بين خطيّ 19.43- 30 شمالاً- و 35.26,31 شرقًا.
أُسست البتراء تقريبًا في عام 312 قبل الميلاد عاصمةً لمملكة الأنباط، واتخذت عبر مدار السنوات مكانة مرموقة حيث كان لموقعها على طريق الحرير والذي يتوسّط حضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر دورًا كبيرًا جعل من دولة الأنباط تمسك بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكّانها وتقع على منحدرات جبل المذبح بين مجموعة من الجبال الصخريّة الشاهقة.
جغرافيا مدينة البتراء
تقع مدينة البتراء في لواء البتراء التابع لمُحافظة معان على بُعد 225 كيلومتر جنوب العاصمة الأردنيّة عمّان وإلى الغرب من الطريق الصحراوي الذي يصل بين عمّان ومدينة العقبة على ساحل خليج العقبة، كما يقع اللواء في الجهة الغربيّة من مدينة معان مركز المُحافظة ويبعد عنها 36 كم ويتواجد على امتداد سلسلة جبال الشراة المطلة على وادي عربة وطبيعتها الجُغرافيّة المُنحدرة والمُحاطة بالجبال، تبلغ مساحة اللواء ما يُقارب 900 كم أمّا مساحة المحمية الأثرية فتبلغ 264 كيلو متر مربع وُتعتبر البتراء أحد مناطق هذا اللواء ومركزه مدينة وادي موسى، وتتميّز بكونها مدينة محفورة في الحجر الرملي الملون في صخور جبال وادي موسى الورديّ، لهذا السبب أُطلق عليها المدينة الورديّة ويُمكن للزائر أن يصل إليها بواسطة السيّارة وبعدها يبدأ في السير بين جوانب مدينة ضخمة محفورة في الصخر ومختبأ خلف حاجز منيع من الجبال.
تاريخ مدينة البتراء
بُنيت مدينة البتراء كنقطة تجاريّة من قِبل الأنباط الذين كانوا السكّان الأصليين لمنطقة جنوب غرب الأردنّ في ذلك الوقت، كما أنَّ الأنباط اكتسبوا قدرًا كبيرًا من الثروة الناتجة عن التجارة في مدينة البتراء وفي عام 312 تمَّت مُهاجمتها من قِبل الغُزاة اليونانيين والذين تمّت مُقاومتهم من قِبل الأنباط من خلال الإستفادة من التضاريس الجبليّة المُحيطة بالمدينة ونجحوا بالقضاء عليهم حيث عملت الجبال كجدار طبيعي داعم للمدينة، والجدير بالذكر أنّه لم يكون اليونانيّون هُم الوحيدين الذين قاموا بغزو مدينة البتراء حيث أنّه تم غزوها من قبل الرومان في عام 106 والذين أجبروا الأنباط على الإستسلام وضم البتراء إلى الأراضي الرومانيّة ومن ثم إطلاق اسم بترايا العربية عليها وقد استمر الرومان في السيطرة على المدينة لأكثر من 250 عام حتى منتصف القرن الرابع الميلادي عندما دمّر زلزال العديد من مبانيها، أمّا البيزنطيّون فقد سيطروا عليها في النهاية وحكموها لنحو 300 عام وفي عام 1985 تمَّ اختيارها كموقع تراث عالمي من قِبل اليونسكو ويعتبرها المؤرخون موقعًا مهمًا بسبب هندستها المعماريّة.
آثار مدينة البتراء
- السّيق: السيق هو من أهمّ معالم مدينة البتراء الأثرية وهو عبارة عن شقّ ضيّق في الصخر يبلغ طوله ما يُقارب 1200 متر وارتفاعه ما بين 3-12 مترًا ومُعظم معالمه عبارة عن معالم طبيعيّة ذات ألوان ورديّة مُذهلة والجزء المُتبقي منها منحوث بأيدي العرب الأنباط.
- الخزنة: تظهر الخزنة عند نهاية السّيق ويُعتبر من أهم معالم مدينة البتراء الأثريّة ذات الجمال الأخّاذ والروعة في التصاميم وهي أكثر مدينة شُهرة ويبلغ ارتفاعها حوالي 39 متر وعرضها 25 متر.
- المدرج النبطيّ: المُدرّج النبطي هو عبارة عن مدرج ضخم جدًا على شكل نصف دائرة ويحتوي صفوفًا من المقاعد المنحوتة في الصّخر ويتّسع ل 4000 متفرّج وفوق المدرج توجد قطعة صخريّة تعود إلى بعض المدافن القديمة.
- الدّير: الدّير هو من المباني الهامّة في مدينة البتراء، إذ يُعد حجمه أكبر من حجم الخزنة ويصل ارتفاعه إلى 48.3م أمّا عرضه فيبلغ 47م ويحتوي تماثيل مُتحركة التيجان.
- مبنى المحكمة: يقع مبنى المحكمة في الجهة المُقابلة للمُدرّج وتوجد فيه 3 منافذ، وتُستخدم لتكون مدافن صغيرة، وقد بُني في عام 70 م وفي عام 446م أصبح يُستخدم على أنّه كنيسة بيزنطيّة.
- المذبح: يحتوي المذبح على مسلّتين صخريتين تقفان بمُحاذاة بعضها وتبلغ المسافة بينهما 30 م ويرمزان للإله ذي الشرى والإله العزّى وكانت القُربان تُقدم إلى هذيت الإلهين فيه.
- المعبد الكبير: المعبد الكبير هو أكبر مباني مدينة البتراء الأثريّة ويحتوي على ساحة كبيرة وأدراجًا عريضة ويُطلق عليه اسم قدس الأقداس وتصل مساحته إلى 76 كم متر مربع.
- قصر البنت: يبلغ ارتفاع هذا القصر ما يُقارب 23 م ويُحيط به مُدرّج توجد فيه مقاعد وُضعت في عهد الملك النبطيّ الحارث الرّابع بنقشين مختلفين وما زال أحدهما ظاهرًا بين المثاعد حتى يومنا هذا.
- الشارع المعقد: الشارع المُعقد هو طريق نبطيّ قديم تمَّ تجديده في العهد الروماني في عام 106 قبل الميلاد ويبلغ غرضه 6 م وفي آخر الشارع توجد بوّابة كبيرة حيث يقع قصر البنت.