معلومات عن القدس عاصمة فلسطين
يقدّم المقال معلومات شاملة عن القدس، عاصمة فلسطين، من حيث تاريخها العريق، وأهم معالمها الدينية والثقافية.
القدس، قلب فلسطين النابض، مدينة تجمع بين التاريخ العريق والروحانية العميقة، من أسوارها القديمة إلى أماكنها المقدسة، تحتضن القدس قصص الحضارات والثقافات المختلفة التي تركت بصمتها فيها، لتصبح رمزًا للهوية والتراث الفلسطيني، في هذا المقال يأخذك في جولة استكشافية للتعرف على أهم معالمها وأسرارها التاريخية والثقافية.
القدس
القُدس، بيت المقدس، القدس الشريف، أولى القِبلتين، تتعدد التسميات وتبقى القدس عاصمة فلسطين وأكبر مُدنها مساحةً وسكّانًا وأكثرها أهميّة دينيًا واقتصاديًا، تتميّز بموقعها الإستراتيجيّ الذي يقع في فلسطين شرق البحر الأبيض المُتوسط على ارتفاع يبلغ حوالي 785 متر فوق مستوى سطح البحر وتطل على البحر الميّت من الشرق وتبعد حوالي 60 كم عن البحر الأبيض المُتوسط، وتُحيط بها الأودية من جميع الإتجاهات وهي جبل موريا، جبل صهيون، وجبل أكرا وجبل بزيتا أمّا عن أبرز الأودية التي تُحيط بالقدس فهي وادي هنّوم الذي يقع في الجزء الشرقي منها ووادي قدرون الذي يقع في الجزء الغربي منها.
المناخ في مدينة القدس
تتمتّع مدينة القدس بمناخ شبه استوائيّ مُختلط، فيتميّز فصل الصيف فيها بكونه دافئ وجاف وفصل الشتاء فيه بارد وماطر ويُسجّل مُعدل هطول الأمطار فيها ما يُقارب 600 مم سنويًا ويبلغ مُعل درجات الحرارة اليوميّة ما بين 24 درجة مئويّة في شهر آب و 10 درجات مئويّة في شهر كانون الثاني وتتميّز برياح صحراويّة جافّة وحارّة، أمّا الرطوبة فتصل إلى حوالي 62% خلال ساعات النهار ويُمكن أن تنخفض بنسبة 30 إلى 40% في الظل.
مدينة القدس ما قبل الميلاد
تأثرت مدينة القدس بالعديد من المراحل التاريخيّة المُميّزة والتي ساهمت في تشكيل معالمها الحضاريّة، حيث عاشت على أراضيها قبيلة اليبوسيّين التي تنتمي إلى القبائل العربيّة الكنعانيّة وأطلقت عليها اسم يبوس وفي الفترة ما بين القرنين السادس عشر والرابع عشر قام الفارعنة بالسيطرة عليها وأثناء حكم الملك أخناتوت تعرضت للهجوم من قِبل قبائل بدويّة تُعرف باسم الخابيرو، بعد أن أصبح النبي داوود عليه السلام ملكًا على الأراضي المُقدسة يُقال أنّه استطاع السيطرة على القدس واستمر حكمه 40 سنة وتسلّم الحكم من بعد موته ابنه النبيّ سليمان عليه السلام الذي حكم 33 سنة وبعد وفاة النبي سليمان عليه السلام ضعفت مملكته وانقسمت وبعدها سيطر الآشوريون على فلسطين وتمكّن البابليون من الاستيلاء على القدس عام 586 قبل الميلاد وقاموا بأسر اليهود ولكن اليهود تمكنوا من العودة لفلسطين بعد 45 سنة من الأسر عندما غزا الفرس باب وقد كان لليهود وجودل في فلسطين عبر مراحل مختلفة في التاريخ ولكن وجودهم لم يكن مستقرًا واتّسم بكثرة الاضطرابات والثورات والتهجير والأسر.
مدينة القدس ما بعد الميلاد
أصبحت مدينة القدس تتبع للحُكم الرومانيّ في الفترة الزمنيّة التي تمتد بين سنتي 63-636 م حيث سيطر عليها بومبيجي قائد جيش الرومان وأصبحت جزءًا من الإمبراطوريّة الرومانيّة وقد شهدت مدينة القدس خلال حُكم الرومان عددّا من الأحداث التاريخيّة الهامّة من ثم وصلها الحُكم الإسلاميّ الأول في عام 638م بقيادة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وكتب مع سكّانها المسيحيين العُهدة العمرية التي حفِظت لهم حريّتهم الدينيّة، وبعد مرور خمسة قرون على وصول الحُكم الإسلاميّة إليها احتلَّ الصليبيّون القدس في سنة 1099 م وفي سنة 1187م وصلت جيوش صلاح الدين الأيّوبي إلى مدينة القدس واستطاعت أن تهزم الصليبيين في معركة حطّين ولكن تمكَّن الصليبيّون من السيطرة عليها مُجددًا بعد رحيل صلاح الدين الأيّوبي واستطاع أن يستعيدها نجم الدين أيّوب في سنة 1244 ومن ثمَّ تعاقب عليها حُكم القدس كلاً من المماليك والعثمانيين حتى وصلها الإستعمار البريطاني وظهر في هذه الفترة وعد بلفور الذي أدّى إلى ازدياد هجرة اليهود إلى القدس وجميع الأراضي الفلسطينيّة وانتهى الوجود البريطاني في القدس إلّا أنَّ العصابات الصهيونيّة احتلها في عام 1976.
معالم مدينة القدس
1- قبّة الصخرة
تتلألأ في باحة القدس قبة ذهبيّة تجذب انتباه الشخص القادم من بعيد، وكان أوَّل من بدأ بتشييد قبّة الصخرة هو عبد الملك بن مروان في العصر الأمويّ حين أرا أن يجعلها مكانًا لإيواء المُسلمين الهاربين من البرد ومزارًا للحجّاج، فهي تتميذز بأنّها أقدم أثر إسلامي في تاريخ العمارة الإسلاميّة وتقع في الجهة الجنوبيّة للمسجد الأقصى في قلب الحرم القدسي الشريف على امتداد محورها الرئيسيّ.
2- كنيسة القيامة
تقع كنيسة القيامة داخل سور مدينة القدس قام ببنائها القدّيسة هيلانا والدة الإمبراطور قسطنطين الأول وتُعتبر أحد أقدم الكنائس الثلاث في العالم وتتميّز بأنّها رمز الأرذوذوكس، فهي تُعتبر كنيسة مُشتركة بين ثلاث طوائف مسيحيّة وهي الرومان الكاثوليك والروم الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس، والجدير بالذكر أنَّه وقعت الكثير من الخلافات حول من يحتفظ بمفتاح الكنيسة إلّا أنّهم توصلوا في نهاية الأمر إلى الإحتفاظ بها مع عائلة مقدسيّة مسلمة.
3- حائط البراق
حائط البراق هو عبارة عن حائط يُحيط بالجهة الغربيّة من المسجد الأقصى وهو جزء أساسيّ من الحرم القدسي الشريف، يطلق عليه اليهود حائط المبكة لاعتقادهم أنّه يعود لبقايا هيكلهم الذي لم يتم العثور عليه حتى يومنا هذا ويعود سبب تسميته بحائط البراق نسبة إلى حادثة الإسراء والمعراج حيث أنّه قام الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- بركوب البراق في حادئة الإسراء والمعراج وعند وصوله باب المسجد الأقصى ربط دابة البراق بالقرب من الحائط الغربي من الحرم القدسي.